استنفار شمال الضفة بعد إصابة رائد صلاح
استشهاد وإصابة 69 في هجوم إسرائيلي على "أسطول الحرية"
[قوات إسرائيلية تهاجم إسطول الحرية وتقتل وتصيب العشرات ]
قوات إسرائيلية تهاجم إسطول الحرية وتقتل وتصيب العشرات
القدس المحتلة: هاجمت القوات بحرية للاحتلال الإسرائيلي "أسطول الحرية" المتجه نحو قطاع غزة في المياه الدولية فجر الاثنين مما أسفر عن استشهاد 19 شخصا وإصابة 50 بجروح ، فيما بدأت قوات الاحتلال انتشار أمني مكثف شمال الضفة خشية اندلاع احتجاجات بعد إصابة رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح في الهجوم على الاسطول.
وهاجم أكثر من مائة من قوات البحرية الإسرائيلية مدعومة جوا بقوات كوماندوس سفن "اسطول الحرية" في وقت واحد باستخدام الرصاص والغازات ، حيث كانت السفن على مسافة تزيد عن 20 ميلا من شواطئ غزة ، وهو ما يعني التعرض للاسطول في المياه الدولية .
وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون عناصر كوماندوس إسرائيلي ينزلون من مروحية ويصطدمون بناشطين على متن سفينة، وبدا العديد من الجرحى الناشطين ممددين على سطح السفينة.
وقال مراسل قناة "الجزيرة" الإخبارية إن العملية الاسرائيلية مازالت متواصلة على "أسطول الحرية" ، وهو ما يعني إمكانية ارتفاع عدد القتلى والجرحى بنحو كبير ، فيما اصيب جنديين إسرائيليين في الهجوم.
وأضاف "الجيش الاسرائيلي بدأ بالفعل سحب السفن الى ميناء أسدود" ، وسط توقعات بمزيد من التصعيد والتنديد الدولي خصوصا من قبل الدول التي يشارك متضامنيها في رحلة كسر الحصار ".
ومنعت الرقابة العسكرية الاسرائيلية نشر أي معلومات عن القتلى والجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات الإسرائيلية بعد الهجوم على "أسطول الحرية".
وأوضحت الاذاعة العامة الاسرائيلية أنها تملك معلومات عن نقل جرحى إلى مستشفى اسرائيلي واحد على الاقل، بدون ان تورد اي تفاصيل اضافية. كما اعلنت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب في كافة السجون الإسرائيلية تحسبا لردود الفعل على العملية.
سجن الخيام
[وصول اول سفينة الى ميناء اسدود الإسرائيلي ]
وصول اول سفينة الى ميناء اسدود الإسرائيلي
في غضون ذلك ، اكدت اللجنة الوطنية العليا لنصرة الاسرى قيام الاحتلال بنقل المتضامنين الذين تم اختطافهم من على متن اسطول الحرية بعد اقتحامه في عرض البحر إلى سجن الخيام في ميناء أسدود.
واوضح رياض الاشقر المدير الاعلامى باللجنة التي تتخذ من غزة مقرا لها " ان الاحتلال عمد الى اقتياد سفن اسطول الحرية الى ميناء اسدود وقام باحتجاز الركاب الذين كانوا يشاركون فيه من جنسيات مختلفة في السجن رقم 26 الذي تم تجهيزه لهذا الغرض قبل اسبوعين".
واضاف "ان هذا السجن عبارة عن قسم كبير من الخيام تمت اقامته لاحتجاز اكثر من 700 متضامن يشاركون في اسطول الحرية ويتم الان التحقيق معهم من قبل طواقم المخابرات الاسرائيلية ".
وناشدت اللجنة العليا للاسرى المنظمات الدولية وفى مقدمتها الصليب الأحمر الدولي التدخل العاجل لضمان سلامه هؤلاء المتضامنين من انتهاكات الاحتلال وحمايتهم من وسائل التعذيب التي قد تستخدم ضدهم لانتزاع المعلومات منهم بالقوة.
إصابة رائد صلاح
وأعلنت الاذاعة الاسرائيلية إصابة رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح بإصابات خطيرة في الهجوم على اسطول الحرية ، وقال مراسل قناة "الجزيرة" الاخبارية ان الشيخ صلاح يخضع حاليا لعملية جراحية خطيرة اثر اصابته في الهجوم .
وقال كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في اسرائيل إن استهداف الشيخ رائد صلاح كان متعمدا ، مؤكدا أن الشرطة الاسرائيلية بدأت في تعزيز قواتها في شمال الضفة بشكل كبير تحسبا لحدوث مواجهات ، وذلك بعد نبأ اصابة الشيخ رائد صلاح مما يشير الى اغتياله وليست اصابته فقط".
واضاف "نعلن تضامنننا مع كل من على متن سفن الحرية" ، مؤكدا اصرار اسرائيل على استهداف القيادات الفلسطينية الموجودة على متن السفن .
وأفادت وكالات الأنباء أن ثلاثة من ضمن وفد عـرب 48 المشارك في أسطول الحرية قد أصيبوا خلال الهجوم البربري الإسرائيلي على الأسطول.
ومن المقرر أن تعقد لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في الداخل اجتماعا طارئا لها، صباح اليوم،على خلفية الهجوم الإسرائيلي الوحشي على الاسطول.
تجدر الإشارة إلى أن وفد عــ48ـرب المشارك في أسطول الحرية يضم وفدا من لجنة المتابعة، يشارك فيه رئيس لجنة المتابعة السيد محمد زيدان والشيخان رائد صلاح وحماد أبو دعابس، والنائبة حنين زعبي.
جريمة انسانية
ومن جانبها، أدانت الرئاسة العدوان الإسرائيلي ، ووصف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة هذا العدوان بـ"الجريمة بحق الإنسانية" حيث تم الاعتداء على متضامنين عزل حاولوا فك الحصار عن القطاع عبر ايصال مواد تموينية للقطاع.
وناشد أبو ردينة المنظمات الدولية والإنسانية التدخل لإغاثة الجرحى، مؤكدا أنه سيكون لهذا العدوان الإسرائيلي تداعيات خطيرة في المنطقة والعالم.
وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وافق الاثنين على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد اجتماع عربي عاجل لبحث تداعيات الاعتداء الاسرائيلي الوحشي.
وقال عريقات في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" الإخبارية "إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون ، ولا تعبأ بأي رفض أو تنديد دولي لا يرقى إلى مستوى الأفعال ، خاصة وبعد ايام سيصادف ذكرى مرور 42 عاما على احتلال المسجد الاقصى والقدس".
وأضاف عريقات "الرئيس عباس أصدر تعليمات اعلان الاثنين الحداد في الاراضي الفلسطيني على هذه الجريمة ، محملين الحكومة الإسرائيلية مسئولية وتبعات هذا الهجوم الوحشي للتضامن مع شعبنا في قطاع غزة "
وتابع "أجرى مندوبنا بالأمم المتحدة اتصال بالرئيس لبنان ميشال سليمان الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن من أجل الدعوة إلى اجتماع طارئ لاتخاذ تصرف عاجل ردا على هذا الاعتداء الوحشي على المتضامنين مع غزة".
وأشار عريقات إلى اجراء اتصالات مع مسئولين بالاتحاد الأوروبي ، والادارة الأمريكية للتنديد بهذه الجريمة النكراء .
هجوم بربري
واستنكر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية الهجوم ، ووصفه بـ"البربري" ، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الاعتداء الإسرائيلي.
وطالب هنية الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بالعمل بموجب مسئولياته وتوفير الحماية للمتضامنين المرافقين للأسطول.
وأعلن المتحدث باسم حركة "حماس" سامي ابو زهري " العدوان على اسطول الحرية هو جريمة كبيرة تعكس طبيعة الاحتلال الاسرائيلي المجرم".
ودعا ابو زهري في بيان صحفي "الشعوب العربية والاسلامية وكل الاحرار في العالم الى الانتفاض في كل بقاع الارض امام السفارات الاسرائيلية والجهات ذات الصلة للضغط من اجل حماية المتضامنين المسالمين من القتل وتمكينهم من تحقيق هدفهم للوصول الى غزة".
من ناحيتها ، حملت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطيني الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وتبعاتها.
وقالت الحركة في بيان صحفي ان " هذه الجريمة تكشف الوجه البشع للعدو الصهيوني ولم يعد مقبولا من اي طرف استمرار التواطؤ والتغطية على يرتكبه العدو من جرائم".
واضافت "لن تنعم هذه المنطقة والعالم بالاستقرار طالما بقي الاحتلال قائما على ارض فلسطين ولقد كشفت هذه الجريمة بحق اسطول الحرية الخطر الحقيقي الذي يمثله هذا الاحتلال على البشرية والعالم اجمع".
استدعاء السفير
وفي الوقت الذي قدم فيه وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك تقريره الى نظيره التركي احمد داود أوجلو على الهجوم على "اسطول الحرية" ، حذرت تركيا إسرائيل من "عواقب لا يمكن تداركها".
وفور وقوع الهجوم عقد الرئيس التركي عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوجان ووزير الخارجية أحمد داود أوجلو اجتماعا طارئا لدراسة الموقف.
وكان عشرات المتظاهرين الأتراك حاولوا اقتحام القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول، وقاموا برشق القنصلية بالحجارة، مرددين شعارات منددة بإسرائيل، في حين تحاول الشرطة منعهم من دخول القنصلية.
وكانت إسرائيل قد استعدت للهجوم على أسطول الحرية قبل وصوله إلى المياه الإقليمية، وهيأت بعض مستشفياتها لاستقبال الجرحى الذين قد يسقطون خلال مهاجمة السفن.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تلقي قافلة الحرية المتجهة إلى قطاع غزة أوامر من الزوارق الحربية الإسرائيلية التي طالبتها بالعودة.
وقال مسئول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه قوله "إن القافلة تجاهلت أوامر بالعودة تلقتها عبر اتصال لاسلكي من البحرية الإسرائيلية, التي أبلغت الناشطين أنهم يتجهون إلى منطقة بحرية مغلقة".
وأضاف المسئول أن القوارب الحربية الإسرائيلية طلبت من سفن كسر الحصار التوجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتفريغ بعض المساعدات وستتولى إسرائيل بعد ذلك نقلها إلى غزة.
وكان المتضامنون الموجودين على متن القافلة قد أعلنوا في وقت سابق انهم يتوقعون كل السيناريوهات، واتفقوا على ألا يوقعوا أي وثيقة يقدمها لهم الإسرائيليون إذا ما اعتقلوهم، وألا يتجاوبوا مع السلطات الإسرائيلية، وأن يكتفوا بالتعريف بأشخاصهم وبجنسياتهم وجوازات سفرهم، وينتظروا الاتصال بهم من سفارات دولهم في إسرائيل أو من منظمات حقوقية.
ويحمل الأسطول 750 متضامنًا من أكثر من 40 دولة، بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، بمن فيهم عشرة نواب جزائريين. كما يحمل أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في المحرقة مطلع عام 2009 فضلا عن 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركياً .
وهذه هي المرة التاسعة التي تنظم فيها حركة "غزة الحرة" المنظمة المؤيدة للفلسطينيين ارسال سفن محملة بالتجهيزات والمساعدات الى غزة وقد نجحوا في ايصالها خمس مرات، فيما فشلوا في الوصول إلى القطاع ثلاث مرات منذ اول رحلة قاموا بها في اب/اغسطس 2008. اذ منعت اسرائيل وصول اي سفن اخرى منذ هجومها العسكري على غزة الذي انتهى في يناير/كانون الثاني 2009